الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة مهرجان الزيتونة بالقلعة الكبرى في دورته 37

نشر في  16 ديسمبر 2017  (22:01)

تعيش القلعة الكبرى، أو "مدينة المليون زيتونة" كما يحلو للبعض تسميتها انطلاقا من الغد 17 ديسمبر، على وقع مهرجانها السنوي "المهرجان الدولي للزيتونة". دورة جديدة يأمل منظموها بقيادة وجيه بوميزة، أن تحقق أهدافها المرسومة وأن تواصل الاشعاع والتميز في جهة تشهد حراكا ثقافيا كبيرا ومتنوعا.

الدورة 37 لهذا المهرجان العريق الذي تداولت على الاشراف عليه العديد من الأجيال وساهم كل من موقعه في جعله قبلة مثلى وملاذا ملائما لكل الباحثين عن الترفيه والثقافة والفن بجميع اختصاصاته، تبدو متميزة على أكثر من صعيد.

 طابع شبابي...

بالإضافة الى الطابع الخاص لهذا المهرجان الذي سعت الإدارة الى المحافظة عليه وهو كل ما يتعلق بشجرة الزيتونة التي تحمل اسم هذا المهرجان، ارتأت إدارة المهرجان أن تعطي لهذه الدورة طابعا شبابيا بامتياز... كيف ولا وكامل الطاقم الذي يسهر على التنظيم من الشباب تقريبا باستثناء البعض؟ كل العروض التي تمت برمجتها تقريبا سيؤمنها فنانون شبان لكن ذوي صيت وخبرة وآداء متميز.

ولأدل على هذه "الثورة الشبابية" مراهنة المسؤولون على المهرجان على ابن القلعة الكبرى وفنّانها المتميز سيف الدين معيوف لتأمين سهرة الافتتاح. ولا نرى الإدارة تجانب الصواب عندما تمنح الفرصة لأحد رموز المدينة من الفنانين الصاعدين والمتألقين حتى يثبت جدارته خصوصا وان التحدي كبير بالنظر الى أهمية سهرة الافتتاح ودورها نجاح أي مهرجان او فشله.

 وبالإضافة الى عرض "تروقنا اليوم" لسيف الدين معيوف"، ستكون الفنانة الشابة واللامعة محرزية الطويل ضيفة على المهرجان صحبة الفرقة الوطنية. أما الفنان مرتضى الفتيتي ف سيؤمن سهرة الخميس 21 ديسمبر من خلال عرض فني رائق سيسافر خلاله مع آلة القيتار الى عالم الالحان الجميلة والرائقة.

فنان آخر يمكن تصنيفه في خانة الفنانين المخضرمين لكن كل أغانيه تستهدف الفئة الشابة من الجماهير بالنظر الى طبيعة الفن الذي يقدمه وهوالفنان وليد التونسي الذي مافتئ يحقق النجاح تلو الآخر بفضل أغانيه الشعبية وألحانه المتميزة والمتجددة. ومن المنتظر أن يقدم وليد التونسي، عرضه يوم الجمعة 22 ديسمبر أمام شبابيك مغلقة بالنظر الى العدد الهائل من محبي هذا اللون الفني الذي يؤديه.   

مهرجان كل الفنون...

من ميزات هذا المهرجان شموليته وتكامل فقراته وتنوعها. ولا يكاد فن من الفنون يغيب عن برمجة هذه الدورة الممتدة على ثمانية أيام كاملة. فبالإضافة الى العروض الموسيقية التي ذكرناها آنفا، فقد تم تخصيص فقرة كاملة عنوانها "شارع الفنون" وهي عبارة عن أركان غنية متنوعة ومتزامنة هدفها خلق أجواء من التفاعل والتبادل في مختلف المجالات كالرسم والتنشيط والموسيقى والألعاب اليدوية وغيرها.

أما محبي المسرح فسيكون لهم موعد مع العديد من العروض الموجهة للكبار والصغار من ذلك مسرحية "بين البينين" لمركز الفنون الدرامية بصفاقس التي ستعرض يوم 19 ديسمبر على الساعة السابعة ليلا. ولعل ما يحسب أيضا لمنظمي هذا الحدث الثقافي بالإضافة الى المراهنة على النفس الشبابي هو التجديد في برمجة العروض وخصوصا عرض الاختتام. فعلى غير العادة التي تقتضي برمجة عرض موسيقي ختامي، قررت إدارة مهرجان الزيتونة برمجة المسرحية الحدث "ملا عيلة" للصادق حلواس لسهرة الاختتام. وهوما يعتبر مغامرة وتحد يحسب للإدارة.

 كما لعشاق الكلمة والشعر موعد بفضاء دار المزوغي مع أمسية شعرية وأدبية تؤثثها أسماء لامعة على غرار جميلة الماجري وصالحة الجلاصي ومنى بعزاوي ومحمد المثلوثي والسيد بوفايد الذي أصدر مؤخرا ديوانه "كما الذئب في الخمسين"، بالإضافة الى وجوه أخرى متألقة من دول عربية كالجزائرية سليمة مليزي والمصرية فاطمة ناعوت. التصوير الفوتوغرافي فن لم يتم تغييبه بالنظر الى أهمية الصورة ووقعها اليوم على كافة المجالات الحياتية. وعلى ذلك فقد ارتأى الساهرون على المهرجان تنظيم مسابقة في التصوير الفوتوغرافي سيتم على إثرها تكريم الفائزين.

 الفن السابع بدوره سيكون حاضرا من خلال عرض الفيلم المتميز "الجايدة" لسلمى بكار والذي أثار جدلا واسعا بالنظر الى الموضوع الذي يتطرق له وذلك يوم 23 ديسمبر انطلاقا من الساعة السابعة مساء هذا إضافة الى بعض العروض السينمائية المخصصة للأطفال. كما سيتم في اليوم نفسه تنظيم مسابقة الرماية بالتعاون مع نادي سوسة للرماية وذلك بمقر النادي بالحنية بالقلعة الكبرى.

 وتجدر الشارة الى أنه سيتم على غرار كل سنة تنظيم ندوة علمية عنوانها "سبل تثمين زيت الزيتون التونسي وتحسين تموقعه في السوق العالمية". وسيشارك في هذه الندوة التي تتناول موضوعا حارقا وآنيا وزير الفلاحة سمير الطيب بالإضافة الى إطارات ومسؤولين عن هذا القطاع. كما ستحافظ فقرة اليوم السياحي على موعدها وهي فرصة يتم خلالها تنظيم فقرات للتعريف بالمنتوج السياحي والتراثي للجهة.

محمد علي الصغيّر